في هذا الفصل من مذكرات أديبنا الكبير، توفيق الحكيم، سجن العمر، يحكي لنا قصة نجاحه بالكاد في كلية الحقوق وحصوله على الليسانس، ثم انغماسه في عالم "المشخصاتية"، وكيف وجد حال المسرح عند عودته من باريس، وانهيار الفرق المسرحية. وكانت الصحافة في ذلك الوقت هي التي ازداد بريقها ولمعانها بعد أن أصبحت لسان حال كثير من السياسيين والبرلمانات. ويروي الحكيم أيضا تحول زميل له من كتاب المسرح المجيدين إلى الاشتغال بشيء آخر له علاقة بالجن والشعوذة بعد فقده الأمل في عودة الروح إلى المسرح.
ولمن كتب الحكيم مسرحيته (رصاصة في القلب) وما الذي هدف إليه من وراء كتابتها؟
منذ اقتحام شيخ الحارة للسكون المتحفز لشقتها الصغيرة ذات الغرفة الواحدة، والشباك اليتيم، والباب الضيق، والمطبخ الصغير الذي مازال يحتفظ بعلامات دخان الطهو فيه زمان، وهي تشعر وكأن شقتها التي تعيش فيها هي وابنتها ذات الأحد عشر عاما، عصفت بها يد خفية.
جاء ذلك النحِس بإنذار حملته إياه السلطات. إنذار بأن البناية التي صمدت سنوات وسنوات، حتى للزلزال الذي كاد يصرعها، حان وقت نعيها وستهدم خلال أسابيع، لأنها مخالفة. والمخالف في مدينتنا لا مكان له بيننا.
هذه الشقة الصغيرة، إن كان الناس يستطعيون وصفها بذلك بلا حياء، هي مأواها الوحيد هي وابنتها دنيا.
كان نسيج القرية مثل قطعة القماش التي تختلط فيها الخيوط. تدرك فيها ألوانا مختلفة، لكنك لا تستطيع تحديد كل خيط منها على حدة. كان المسيحيون والمسلمون فيها جيران متحابين، يتبادلون في أعياد كل منهم الكعك والقرص والتمر، وغيرها من الهدايا. وكان بعض المسيحيين يشارك المسلمين صيام بعض أيام رمضان.
امتلأت القاعة. ولم يبق على بدء الاجتماع سوى دقيقتين. وتسارعت الخطى بين القادمين، فصاروا يهرولون، يسعى كل منهم إلى اللحاق بمكانه. وفي الدقيقة الأخيرة دخل شاب في أوائل العشرينيات، بدا عليه الارتباك، ودار بنظره هنا وهناك ثم اتخذ قرارا متسرعا، فيما أظن، فجلس حيث كنت. علا وجهه حمرة للحظات، وظل الارتباك يسري في أوصاله، وبلع ريقه وكأنه أحس أن وضعه استقر في جلسته، ولن يتيح الوقت فرصة لأحد ليقيمه من هذا المكان. لكن حظه، وحظي أنا أيضا، كان عاثرا.
الحلقة الثالثة من "الأدب المسموع": (لحظة الكشف) قصة قصيرة بقلم محمد العشيري وصوته
الحلقة الثانية من "الأدب المسموع": (السجين) قصة قصيرة بقلم محمد العشيري وصوته
الحلقة الأولى من "الأدب المسموع": (مرثية أب) قصة قصيرة بقلم محمد العشيري وصوته
لغة الإعلام هذه الأيام مليئة بحشو لا مبرر له، ولا فائدة ترجى من استخدامه في وضوح المعاني. بل هو علامة ترهل في تلك اللغة.
من أمثلة ذلك ما سميته "متلازمة تَمَّ"، التي تحدثت عنها في مقالة سابقة في "أسر الكلام"، هذا رابطها:
https://elashiry.com/الحشو-في-اللغة-م...
ومن الأمثلة الأخرى "متلازمة قامَ"، التي أفصل القول فيها في هذا الڤيديو.
ترى ما أسبابها، وهل التراكيب التي تظهر فيها "عربية"، وكيف نواجهها إن لم تكن ذات سمت عربي قح؟
شاهدوا الڤيديو ويسعدني سماع آرائكم.
هنا كانت لِى وقفة طويلة مع النفس. وساءلت نفسِى:
– هل أستسلم لمرحلة تتعدد فيها أقراص العلاج وتزيد كل حين؟ هذه للكولسترول وأخرى للضغط، وثالثة لـ … و … ؟
ثم عكفت على القراءة فِى مسألة ضغط الدم وسبل مواجهتها، وقررت أن أغير نمط حياتِى.
وكنت أمام خيارين: إما أن أستسلم لقدري (ولست أظنه قدرا، بل ابتلاء عارضا)، وإما أن ألتزم بعدد من العادات التِى ستجعلنِى قادرا على مواجهة ارتفاع الضغط.
وكان علىّ أن: .....
يكشف هذا الموقف الصعوبة التي قد يواجهها بعضُ الناس في مسألة الرسل وقبولِ دعواهم. إذ لا تَقبلُ عقولُهم إمكانيةَ وجود صلة بين الله تعالى وهؤلاء الرسل البشر، الذين يعيشون بينهم صباح مساء، ويسعون إلى برهان يثبت صدق الرسل ويؤكد صحة دعواهم. 
ودفعت صعوبة التصديق العقلي لمسألة بشرية الرسل بعضَ الأقوام إلى تكذيب الرسل، ورفض ما أرسلوا به تماما،.....
ودفعت صعوبة التصديق العقلي لمسألة بشرية الرسل طائفة أخرى من الناس في عصرنا الحديث يعيشون بيننا الآن، إلى اتخاذ نهج آخر. 
فهم قد صدّقوا وآمنوا برسالات الرسل جميعا، ومنها رسالة نبينا الكريم عليهم السلام، بيد أن عقولهم ما زالت تدفعهم إلى إسباغ غلالات من القداسة على الرسل وعلى ذريتهم كذلك، قد تبلغ أحيانا حد التأليه،....
لماذا يأمر الله رسله بأن يؤكدوا لأقوامهم ”أنهم بشر مثلهم“؟
قد يرجع الأمر إلى أنه ليس من السهل على العقل البشري المحدود القدرة أن يقتنع بوجود صلة مباشرة بين الله تعالى والبشر العاديين، الذين يأكلون ويشربون ويمرضون ويتزوجون وينسلون ويموتون. 
وقد لفت إلى شيء من هذا أقوام بعض الأنبياء الذين أرسلوا بعد نوح عليه السلام عندما أشاروا إلى بعض تلك الصفات البشرية المحضة متعجبين ومنكرين وجودَها في الرسل......
في هذه الحلقة نقف عند بعض آيات من سورة إبراهيم، فلماذا، وما الذي سنتعلمه من تدبرها؟ 
استوقفتني عدة آيات في سورة إبراهيم لما فيها من إيجاز بديع في شكل حِوار كاشف عن العلاقة بين الرسل وأقوامهم. وتقع تلك الآيات في بدايات السورة، من الآية التاسعة حتى الآية الثالثة عشرة. ...
أول ما ينبغي لنا معرفته هو أن سورة إبراهيم من السور المكية التي نزلت في المرحلة الأولى من الدعوة الإسلامية، التي جاهد فيها نبينا الكريم عليه السلام قومه لإقناعهم بصدقه، وبأنه رسول من الله وباتباع رسالته.
وما استوقفني في الآيات الخمسة السابقة هو استخدام أسلوب الحِوار لعرض ما دار بين أقوام نوح وعاد وثمود من ناحية ورسلهم من ناحية أخرى.
حتى لا يكون كلامي في تلك اليوميات نظريا أود أن أقترح هنا بعض الخطوات العملية التي آمل أن تساعد على فهم آيات القرآن الكريم ونتدبر معانيها.
وأولى تلك الخطوات أن نتعرف على النطق الصحيح لكلمات الكتاب المبين. وأقول ذلك لما قد يواجهه بعضنا من صعوبات أحيانا في قراءة الرسم العثماني، وهو الطريقة التي كتبت بها آيات القرآن الكريم. فهو يختلف عن الرسم الإملائي الذي نتعلمه في المدارس ونمارسه في الكتابة كل يوم.
وعلاقة صحة نطق كلمات القرآن بتدبر معانى الآيات علاقة وثيقة. إذ إن طريقة الرسم العثماني في كتابة بعض الأحرف قد توقع من لا يألفها في الخلط، وهذا الخلط بدوره يؤثر بلا شك في فهم المعاني.
فغياب حرف الألف مثلا، والرمز لها بألف صغيرة فوق مكانها في كتابة الفعل ”يخادعون“، قد يدفع القارئ إلى قراءتها ”يخدعون“، دون انتباه. وهذا يغير المعنى تماما.
ولكن كيف نتعرف على نطق كلمات القرآن الصحيح؟
لماذا ينكب كثير من المسلمين على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان، ويهجرونه في الأشهر الأخرى؟
وهل أُمر المسلم بـ”ختم“ القرآن الكريم، ”ختمة“ أو ”ختمتين“ أو أكثر في رمضان؟
وما هدي نبع الإسلام الصافي في هذا؟
وما الذي يقوله القرآن في هذه المسألة؟Show less
هل المقصود بالآية الكريمة ألا يمس المصحف إلا طاهر؟ وما نوع الطهارة المبتغاة، هل هي طهارة الجسم أم الطهارة من الدنس؟
هذه الآية جزء من آيات أربعة هي:
إنه لقرآن كريم (٧٧) في كتاب مكنون (٧٨) لا يسمه إلا المطهرون (٧٩) تنزيل من رب العالمين (٨٠)
لكن هل المقصود بالإخبار في الآية النهي؟ أي لا ينبغي لأحد أن يمسه إلا إن كان مطهرا؟
ولماذا لم تستخدم الآية لفظ ”يلمس“، واستخدمت "يمس"؟