أن تعيش بصعوبة سمعية يعني أن تتفاوض يوميًا مع العالم على أبسط تفاصيل التواصل. بين الصفير المستمر في الأذن، والأصوات المضخّمة أو المكتومة، تواجه هيفاء محيطًا لا يراها ولا يرى اختلاف تجربتها. تظل هيفاء تحوم بين تمييز في العمل، وإقصاء من النقاشات، وبنى عمرانية لا تراعيها، ومجتمع يحب الضجيج ويحمّلها عبء التكيّف. في هذه الحلقة من بودكاست عيب، تنقلنا هيفاء بصوتها وتجربتها إلى عالم الصوت كما تعيشه هي: الضجيج، الخطر، العزلة، ومحاولات الانتماء. نسمع معها كيف تؤثّر تجربتها السمعية على العمل والعلاقات، وكيف تتحوّل تفاصيل الحياة اليومية إلى اختبار مستمرّ. تسأل هيفاء كل واحد منا: هل هذا عادي؟ الحلقة من كتابة وتقديم هيفاء ذويب، من الإنتاج والتحرير راما سبانخ، من هندسة الصوت أحمد متري، ومن النشر والتواصل فريق صوت. بودكاست عيب من إنتاج صوت.

تتبعُنا العلاقات الإنسانية — العائلية، والرفاقية، والعاطفية — فنحمل معنا أجزاءً متنوّعة منها؛ بعضها يبهت ويزول، وبعضها يترسّب فينا ليُصبح جزءًا من تكويننا. لا يمكننا فصل هوياتنا وخرائطنا الذهنية والنفسية عن تلك العلاقات والصلات التي نعيشها، ومن هنا تتعقّد الصورة أكثر عندما تتشابك هذه العلاقات مع مواقف صادمة ومشاعر متداخلة. من هذا المنطلق، انطلق مشروع «صِلَة» في نسخته الأولى، ليُوثّق بالصوت والصورة المتحرّكة حواراتٍ وقصصًا تتمحور حول علاقاتنا المعقّدة مع الأب العربي.

سناء سلامة، زوجة المفكر الشهيد الأسير وليد دقّة، وشريكته في الحياة والنضال. أم الطفلة ميلاد» المولودة من نطفة مهرّبة خارج أسوار السجن».

عندما أنجبت هبة طفلها محمد، لم تشعر بشيء. كانت الظروف المحيطة بمجيء الصغير صعبة؛ علمت هبة بحملها بعد أشهر قليلة فقط من وفاة شقيقها الأصغر وصديقها المقرّب.

تجربة الحمل والولادة ليست مجرد لحظة بيولوجية، بل مسار معقّد تتداخل فيه الضغوط المجتمعية والأسرية مع ممارسات طبية قد تحرم النساء والأمهات من رعاية صحية عادلة ومستنيرة تحترم قرارهن وحقهن بالوصول إلى المعرفة الكاملة. في هذا السياق، برزت وظيفة “الدولا“، أو مرافقة الولادة، كمهنة حديثة نسبيًا، تقدم دعمًا جسديًا وعاطفيًا وتثقيفيًا للأمهات، وتعمل على تعزيز وصولهن إلى العدالة الإنجابية، خاصة في ظل تحديات سياسية واقتصادية تزيد من هشاشة النساء أثناء الإنجاب.

العودة إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد ليست مجرد خطوة شخصية عادية، بل ممارسة مكثّفة على المستويين الفردي والجمعي، لحظة تقاطع بين ماضٍ في المنفى، وحاضر مليء بالتحوّلات، ومستقبل غير واضح المعالم. فماذا تعني العودة بعد ١٣ عامًا من محاولات التعافي والبناء في المنفى بعد سنوات التهجير والحرب؟ وهل ستكون سوريا «الجديدة» وطنًا للجميع ومختلفة فعلًا عن تلك التي أجبر كثيرون على مغادرتها؟

تتعرض أعداد كبيرة من العاملات المهاجرات في لبنان لانتهاكات ممنهجة وظروف معيشية قاسية، قد تصل في بعض الحالات إلى أشكال من العبودية. يتفاقم هذا العنف في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بلبنان في السنوات الأخيرة، سيما خلال العدوان الإسرائيلي المستمر. تتنوع أشكال الانتهاكات لتشمل الجوانب العمالية والجسدية والصحية، في ظل غياب لأي وسائل حماية فعلية أو سياسات رعاية حقيقية. ضمن هذا السياق، أجرت منظمة أطباء بلا حدود – لبنان بحثًا ميدانيًا عبر مقابلات معمّقة مع مجموعة من العاملات المهاجرات اللواتي تعرضن لانتهاكات ممنهجة، لتوثيق ظروفهن الصحية والمعيشية.

رغم إعلان الأزهر أن الإجراء القانوني "إنذار بيت الطاعة" لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، إلّا أنّه لا يزال يُستخدم في مصر منذ أكثر من قرن لإجبار النساء على التنازل عن حقوقهن المادية أو العودة إلى منازل غير آمنة.

في السنوات الأخيرة، استُحدثت وظيفة جديدة في عالم السينما والتلفزيون تُعرف بـ“منسقة المشاهد الحميمية والحساسة“. أثارت هذه الوظيفة الكثير من الجدل بين من يراها وسيلة لحماية الممثلين والممثلات، ومن يعتبرها إما تقييدًا للإبداع أو ترويجًا للمحتوى الجنسي. في قلب هذا السجال، تظهر تساؤلات مُلحّة: ماذا تفعل منسقة المشاهد الحميمية والحساسة على أرض الواقع؟ وهل تنحصر وظيفتها في الضبط والرقابة، أم تنطوي على أبعاد إبداعية؟ وماذا تكشف هذه المهنة عن علاقتنا بالجسد، بالتراضي، وبمهنة التمثيل نفسها؟

تنويه: تتضمن هذه الحلقة محتوى جنسيًا صريحًا ومشاهد قد تكون حساسة أو عنيفة للبعض، وقد تثير مشاعر متباينة لدى بعض المستمعين/ات. اُستخدمت تقنيات لإخفاء هوية المشاركين/ات حفاظًا على خصوصيتهم. كما أن هذه الحلقة لا تناسب الأطفال. للممارسات الجنسية المتنوعة وخاصة تلك الخارجة عن المألوفة سمعة سيئة، يجدها البعض شريرة ومتمادية، أو مسببة للنفور، ولكن هل هذه حقيقة الأمر؟ ما الذي يجعل ممارسة ما “غير طبيعية“؟ ولماذا يُنظر إلى بعض الرغبات على أنها مخيفة أو مستهجنة؟ كيف يمكن أن تتعايش المتعة مع العنف الرمزي أو الجسدي حين يكون هناك تراضٍ، ووعي، وحدود واضحة؟

تواجه النسويات والناشطات تحديات جسيمة في إنتاج المعرفة والخطاب النسوي على المنصات الرقمية بموازاة موجة مضادة شرسة تقودها أطراف تتبنى فكرًا يمينيًا ذكوريًا أبويًا، تسعى بشكل ممنهج إلى تشويه النضال النسوي، ومحو أثره من الفضاءات العامة، وشيطنة النسويات، ونزعهن عن سياقاتهن الثقافية والاجتماعية.

بين قيود المجتمع المفروضة على الجسد الأنثوي وبين شراهة السوق الدوائية التي تتغذى على استمرار المرض لا شفائه، تجد ياسمين* نفسها محاصرة. ليس المرض وحده ما ينخر جسدها، بل شعور مستمر بأن جسدها ليس لها تماماً؛ أنه ساحة معركة، أو بالأحرى سوق مزايدة بين الأطباء وشركات الأدوية. كل التهاب فطري جديد هو تذكير باغترابها، وكل وصفة دواء طويلة ليست إلا إعلان عن فشل فهم ما يحصل داخلها.

في المساحات الرقمية والمنتديات، يبقى الحديث عن قضية الصحراء الغربية إما غائبًا تمامًا، أو يواجه بنقد حاد وممنهج. لماذا يبدو من الصعب إلى هذا الحد تناول هذه القضية التحررية؟

يحتلّ الجنس، والشهوة، والجسد مساحة واسعة في تفكير الأنظمة المصمّمة للإبادة والاحتلال. فالإخضاع والتعذيب الجنسي، إلى جانب الدعاية والأدوات الإعلامية المُجنْسَنة، تشكّل ركائز أساسية في ممارسة العنف الاستعماري والإبادي.

في ظلّ التغيّرات المناخيّة المتسارعة، مَن الأكثر تأثّرًا بالكوارث البيئيّة؟ ومَن يتحمّل مسؤوليّة هذا الدمار؟ كيف تؤثّر أزمة المناخ على النساء، ولماذا هنّ في مقدّمة النضال البيئي؟

يحاول الاحتلال كسر الفلسطيني بشتى الطرق، خاصةً عندما يزج بالشعب خلف قضبان سجونه العفنة. داخل هذه الزنازين، هناك مجتمع متكامل؛ فيه حذر وريبة، وكذلك حب وثقة كبيرين. لا يمكن للاحتلال الوقوف أمام تأمل واشتياق الأسيرات للحرية، واستمرارهن في الصمود والتكاتف. ينزع المحتل الإسرائيلي صفة الحياة الاعتيادية والإنسانية عن معتقليه، ويحاول أن ينسيهم أنّهن أُناس لهن حياتهن ورغباتهن، لديهن مجتمعات وأسر وعائلات، ولديهن نضال وقضية مشتركة.

بعد مشاعر النشوة والفرح في سوريا عقب سقوط النظام السابق، ظهرت تساؤلات ومخاوف مشروعة بشأن موقع النساء والعمل النسوي في ظل الإدارة الجديدة.حيث أصبح الجدل حول المفاهيم المدنية والعلمانية سمة بارزة بين مؤيدي الحكومة الجديدة ومعارضيها على حدٍ سواء وصارت النساء أوراق ضغط يستخدمها الطرفان لفرض رؤاهما السياسية وتشكيل إرثيهما.

لبِست الفنانة رانيا الكردي قبعاتٍ عديدة خلال مسيرتها المهنية الطويلة، فكانت شاهدة على أشكالٍ متنوعة من التمييز والتحيُّز والعنف ضد النساء في أروقة وكواليس الفن. رأت الكردي كيف تتعرض الفنانات للتهميش والهجوم لمجرد رفضهن لأشكال التسليع المفروضة عليهن، وكيف يعانين ضغوطًا عائلية ومجتمعية إضافية عندما يقررن الإنجاب، بالإضافة إلى الآثار النفسية السلبية التي تواجه النساء أمام الكاميرات.

أن تكون طالبًا جامعيًا في جامعة تشرين بعد اندلاع الثورة السورية يعني أن تعيش تحت وطأة المضايقات والقمع المستمر. فرحة التخرج كانت تعني، في الحقيقة، الالتحاق الإجباري بجيش وحشي. أن تكون معارضًا يعني أن تُعتبر مندسًا، ويبدأ اختفاء الأصدقاء من حولك. أن تتعمد الرسوب، ثم تختار مغادرة الوطن بحثًا عن مكان تستطيع فيه المشي دون أن تضطر للتلفت وراء كتفك.

بعد أكثر من ٤٦٠ يومًا من الإبادة وعقود من القصف والفتك في أنحاء مختلفة من عالمنا، كيف نشرح للأطفال الحرب المستمرة والموت والإبادة؟