برنامج "أين الطريق؟" هو برنامج لتدراس طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج النفوس والمجتمعات من الظلمات إلى النور خطوةً وراء خطوة؛ وهي الخطوات التي سار عليها النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه مع الصحابة رضوان الله عليهم، وهي نفسها التي يُخرج الله بها النفوس والمجتمعات من الظلمات إلى النور في كل جيل.

الأثر العميق لاستحضار الآخرة في حياة الإنسان، وكيف تُغيّر مشاعره فتجعله أرقى وأصدق، وتعيد صياغة أحلامه فتتجه نحو ما ينفعه عند الله. ويبين أن القلب إذا امتلأ باليقين بالآخرة لم يعد أسيرًا لشهوات الدنيا أو لآمالها القصيرة، بل أصبح حرًّا، نقيًّا، ممتلئًا بالطمأنينة. كما يوضح أن السالك إلى الله حين يعيش بروح مرتبطة بالآخرة، يكتسب وجدانًا جديدًا يعينه على الثبات في الطريق، ويمنحه المعنى الحقيقي للحياة.

استحضار الآخرة ليس مجرد فكرة ذهنية أو تذكّر عابر، بل هو صناعة عميقة لوجدان الإنسان تجعله يعيش ببصيرة مختلفة. فيبين أن القلب إذا ارتبط بالآخرة تغيّرت أولوياته، وأصبح ينظر إلى الدنيا كمرحلة عبور لا كغاية، فتتحول همومه وأفراحه وأحزانه لتصب في ميزان ما بعد الموت. ويؤكد أن هذا الارتباط هو سر قوة السالك وثباته، وهو الذي يصوغ وجدانه ليكون مستعدًا دائمًا للقاء الله

العبادة ليست مجرد أوقات محددة يؤديها المسلم، بل هي الركن الأساس ومنهج الحياة الذي ينبغي أن يعاد ترتيب كل تفاصيلها على أساسه. فيبين أن السالك إلى الله إذا جعل العبادة محور يومه وأساس قراراته، تحولت أعماله كلها إلى طاعات، حتى عاداته اليومية تصبح قربات بالنية الصادقة. ويؤكد أن هذا الترتيب الجديد للحياة يحرر القلب من الفوضى والتشتت، ويمنح الإنسان الثبات والطمأنينة وهو يسير في طريق رضا الله.

العبادة ليست مجرد جانب من جوانب حياة المسلم، بل هي الركن الأساس الذي يقوم عليه سيره إلى الله. فيوضح أن النسك والعبادة يشملان كل مظاهر الطاعة والخضوع لله، من صلاة وصيام وذكر ودعاء، وأنها زاد الروح الذي يربط العبد بربه ويمنحه الثبات في الطريق. كما يبين أن العبادة إذا أديت بصدق وخشوع صارت قوةً مغيرة للإنسان، تبني شخصيته الإيمانية وتعينه على مواجهة تحديات الدنيا.

الوصول إلى هذا الارتباط يحتاج إلى سعي عملي يقوم على الإيمان العميق والعمل الصالح وتزكية النفس. فيوضح أن الطريق يبدأ بمعرفة الله من خلال أسمائه وصفاته، ثم دوام ذكره ومناجاته، والاعتماد عليه في كل أمر، مع الإخلاص في النية والصبر على الطاعة. كما يوضح أن السالك كلما ازداد قربًا من الله، شعر بطمأنينة أعظم ونور أوضح، وأن هذا الارتباط هو أعظم زاد يعينه على مواصلة السير في الطريق.

السير إلى الله لا يقوم فقط على المعرفة والفكر، بل على علاقة قلبية وروحية عميقة مع الله عز وجل. فيبين أن الارتباط برب العالمين يعني أن يكون الله حاضرًا في وجدان الإنسان، مقصودًا في أعماله، ومعتمدًا عليه في ضعفه وقوته. كما يبين أن هذا الارتباط هو سر الثبات في الطريق، ومصدر الطمأنينة في الأزمات، وهو الذي يجعل السالك يعيش بحضور دائم مع الله في كل لحظة من حياته.

تميز المنهج الإسلامي في توجيه العقل للتفكير السليم والتعلم الراشد، وكيف جمع بين إعمال العقل والتسليم للوحي في توازن بديع. ويبين أن الإسلام لا يرفض العلم ولا يعادي الفكر، بل يصحح مساره ويربطه بالغاية الكبرى وهي معرفة الله وعبادته. كما يوضح أن كمال هذا المنهج يظهر في أنه يحمي السالك من الانحرافات الفكرية، ويمنحه القدرة على التمييز بين الحق والباطل، ليكون تعلمه خطوة ثابتة في طريق السير إلى الله.

السالك إلى الله لا ينظر إلى الكون والحياة نظرة عابرة، بل يقرأها من خلال اسم الله، فيرى في كل شيء أثر الخالق وقدرته ورحمته. ويبين أن هذه القراءة تجعل قلب الإنسان ممتلئًا بالإيمان، وتحرره من الغفلة والصدفة والعبث، ليدرك أن كل ما حوله آية تدله على الله. كما يؤكد أن هذا المنهج القرآني في النظر إلى الوجود هو السبيل لترسيخ التوحيد، وبناء علاقة حية بين العبد وربه في كل تفاصيل حياته.

السير إلى الله يحتاج إلى عقل منضبط يفهم الحقائق كما هي، قبل أن يتلقى أعظم حقيقة وهي التوحيد. فيوضح أن المنهج العلمي ليس مقصورًا على العلوم المادية، بل هو أسلوب تفكير قائم على الدليل والبرهان والبحث عن الحق، وهو ما يؤهل الإنسان لاستقبال نور الوحي بوعي ويقين. ويؤكد أن من لم يتعلم هذا المنهج قد يقع في التقليد الأعمى أو الشبهات، بينما السالك الذي يضبط فكره يكون قلبه أقدر على إدراك حقيقة التوحيد.

أن الوصول إلى الله لا يكون بالعبادات الشكلية وحدها، وإنما يقوم أساسًا على شخصية متزنة وأخلاق راسخة. فالأخلاق مثل الصدق، والأمانة، والتواضع، والحلم، هي التي تفتح أبواب القبول عند الله، وتجعل العبد قريبًا من نبيه ﷺ. ويبين أن السالك إذا أراد أن يثبت في طريقه، فعليه أن يهذب أخلاقه ويزكي نفسه، لأن حسن الخلق هو الجسر الأوثق للوصول إلى الله.

الصفات والقدرات التي يحتاجها الإنسان بعد أن يخرج من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان، موضحًا أن النجاة لا تكتمل إلا ببناء شخصية متوازنة تجمع بين القوة في الحق، والصبر على الطريق، والبصيرة التي تميّز بين الهدى والضلال. ويبين كيف أن هذه المؤهلات هي التي تجعل السالك ثابتًا في سيره إلى الله، وقادرًا على مواجهة التحديات التي تعترض طريقه نحو النور.

يوضح الشيخ أن السير إلى الله لا يكتمل بالمعرفة وحدها، بل يحتاج إلى مشاعر صادقة تفتح القلب لاستقبال نور الهداية. فيتحدث عن سبعة مشاعر أساسية مثل المحبة، والصدق، والخشية، والرجاء، والتعظيم، واليقين، والافتقار إلى الله، مبينًا كيف اجتمعت هذه المعاني في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم فتهيأوا لنور النبي ﷺ. ويؤكد أن على السالك أن يغرس هذه المشاعر في قلبه ليكون مستعدًا لاتباع الرسول اتباعًا حقيقيًا يغير حياته.

أهمية تهيئة القلب والعقل ليكونا قابلين لهداية النبي ﷺ ونوره، موضحًا أن النفوس الغافلة أو الممتلئة بالهوى قد تعجز عن استقبال هذا النور. ويبين كيف أن الصحابة الكرام كانوا مثالًا للاستعداد الصادق الذي جعلهم يتلقون الهداية بقوة، فتنقلب حياتهم إلى نور وإيمان. كما يوضح أن كل سالك إلى الله يحتاج أن يطهّر قلبه ويهيئ نفسه، ليكون مهيأً لاقتداء حقيقي برسول الله ﷺ.

كيف كان لشخصية النبي ﷺ الدور الأعظم في نقل البشرية من الجاهلية والضلال إلى الهداية والنور، وكيف جمع بين الرحمة والحزم، وبين الحكمة والصدق، فكان المثال العملي للقرآن في واقع الناس. ويسلط الضوء على أثره في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم، وكيف غيّر حياتهم من التشتت والظلمات إلى الطمأنينة والاستقامة، ليبقى قدوةً خالدة لكل من يسلك طريق الله.

كيف تولى الله عز وجل رعاية نبيه ﷺ منذ طفولته، فأحاطه بعنايته، وهيأ له الظروف والتجارب التي شكلت شخصيته العظيمة لتكون مهيأة لحمل الرسالة الخاتمة. ويوضح كيف أن كل مرحلة من حياته قبل البعثة كانت إعدادًا ربانيًا، ليكون النموذج الكامل للسالكين إلى الله، وقدوةً عملية في السير على الصراط المستقيم.

نتأمل الأثر العجيب الذي يتركه نور الوحي في النفوس، وكيف تتحول حياة الإنسان من ظلمات المعاصي والاضطراب إلى طمأنينة الإيمان والاستقامة. يبين أن منهج الإسلام لا يغيّر المظاهر فحسب، بل يغرس جذورًا جديدة في القلب والعقل، فتثمر سلوكًا راشدًا وحياة متوازنة، ويؤكد أن هذا التحول متاح لكل من يطرق باب الله بصدق وإخلاص.

كيف يصنع منهج الإسلام نقلة عميقة في حياة الإنسان، فيبدل حال القلب من القسوة إلى الرحمة، وحال العقل من الحيرة إلى اليقين، وحال السلوك من الضياع إلى الاستقامة. ويستعرض نماذج من التحول الذي أحدثه الإسلام في نفوس الصحابة الأوائل، ليؤكد أن أي سالك إلى الله يمكن أن يعيش هذا التحول إذا صدق في التوجه والتزم بالمنهج.

تصوير القرآن الكريم لظلمات الجاهلية التي تغشى القلوب والعقول، وكيف يقود الابتعاد عن هدي الله إلى التيه والاضطراب والضياع. ويبين أن القرآن لم يذكر تلك الظلمات للتاريخ فقط، بل ليحذر السالكين من الوقوع فيها، وليدركوا قيمة النور الذي يهديهم إلى طريق الله.

يوضح الشيخ أن الجاهلية ليست مجرد فترة زمنية مضت، وإنما هي نمط تفكير ومنهج حياة قد يتكرر في أي زمان ومكان متى ابتعد الناس عن منهج الله. ويبين كيف يمكن للسالك إلى الله أن يتجنب مظاهر الجاهلية في نفسه ومجتمعه، حتى يسير في الطريق المستقيم بوعي وبصيرة.