
الغربة تكون غالباً شعورنا في الترحال بعيداً عن أوطاننا.
ولكن حتى من بقي في بلاده وخسر أفراد عائلته فهو في غربة رهيبة. فكيف إن كان كلّهم؟
يأتي رمضان هذه السنة على الكثير من المغتربين، ففقد وقعت كوارث جمة في الأشهر الماضية، من الزلازل إلى الحروب المستمرّة التي تقتل وتهجّر، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ورمضان بالذات "بيفتّح المواجع" فهو وقت اجتماعي بامتياز ويحمل تقاليد كثيرة تذكرنا بأيامٍ مضت وربما أصحابها رحلوا.
أمّا غربة الأوطان، فتحمل تحديات عمليّة، من صعوبة تأمين المأكولات التي اعتدت أكلها في هذا الشهر، غياب الجمعات، دوام العمل الطويل وغياب التفهم للصيام في بيئة العمل.
ايّها المغتربون مثلي، واجهوا الأوقات المؤلمة بنشر السعادة و"الطبطبة" على بعضكم البعض. كوّنوا عائلات في أماكنكم الجديدة وازرعوا السعادة فيها. احملوا مدينتكم معكم وأحيوا تراثها الجميل في مناطقكم، خذوها معكم حول العالم، فهي في مكانها تتألم، ربما في بقاعٍ أخرى تنزون بعضاً من حياتها.