
*نظرية الدلع والتمارض*
نظرة المجتمع بأن الصمت عن الأوجاع هو دليل قوة هي مشكلة شائعة في أغلب الثقافات والمجتمعات.
فيعتقد بعض الناس أن المثابرة تتطلب القدرة على تحمل الألم وعدم الاعتراف بوجود الأوجاع. ويعتبر هذا المفهوم أحيانًا جزءًا من ثقافة تشجع الرجال على عدم إظهار الضعف أو الخضوع للألم. ولكن، تحوّلت هذه الثقافة إلى استهتار بأوجاعنا، وقمع لها.
فيما يخصّ النساء تحديداً، هناك تكذيب لأوجاعها مستمرّ حتّى اليوم، رغم ما أظهرته الدراسات من أنّ لها طبيعة فيزيولوجية مختلفة عن الرجل ترسل لها إشعارات الألم أكثر منه.
فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على اختلاف تجربة الألم بين الرجل والمرأة، والتي تجعل المرأة في بعض الحالات تشعر بالألم بشكل أكثر حدة من الرجل، ومن هذه العوامل:
1- الفروق العصبية:وتشير بعض البحوث الحديثة إلى أن النساء قد يكون لديهن نسبة أعلى من الألياف العصبية الحسية (التي تحمل إشارات الألم) مقارنة بالرجال، وهذا يعني أن النساء قد يشعرن بالألم بشكل أكثر حدة.وتشير أبحاث أخرى إلى أن النساء قد يكون لديهن أيضًا مستويات أعلى من الكيميائيات المسؤولة عن تحفيز الألم.
2- الفروق الهرمونية: تعتبر الإناث أكثر تعرضاً للاختلافات الهرمونية، مثل هرمون الأستروجين والبروجستيرون، وهذه التغيرات الهرمونية قد تؤثر على استجابة الجسم للألم وجعله يتأثر أكثر بها.
3- الإجهاد النفسي: يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي والتوتر إلى زيادة استجابة الجسم للألم، والتي يمكن أن تكون أكبر عند المرأة بسبب العوامل النفسية التي تواجهها اجمالاً مثل الضغوط الاجتماعية والعملية والأسرية.
4- الحمل والولادة: الحمل والولادة ليس وجع ساعات ويتلاشى، بل يترك كل اعصاب الجسم اكثر حساسية وضعفاً لفترة قد تصل لعامين بعد الولادة..
باختصار، نظرية التجاهل للوجع تشكل خطرًا على صحة الإنسان ذكراً وأنثى ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة الصحية. فالألم هو علامة على وجود مشكلة وتجاهله يمكن أن يؤدي إلى تأخر في العلاج أو تفاقم المرض.بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الصمت عن الأوجاع إلى زيادة التوتر والقلق والإجهاد، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية. فالاعتقاد السائد بأن عدم الاعتراف بالألم هو قوة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة والضعف.لذلك، يجب علينا تغيير هذه النظرة وتشجيع الناس على البحث عن المساعدة الطبية والعلاج اللازم في حالة وجود أي أوجاع. يجب علينا التحدث بصراحة مع الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية حول أي أعراض نشعر بها، وعدم الخجل من البحث عن العلاج اللازم. ويجب علينا أيضًا تعزيز الثقافة التي تشجع الرجال والنساء على التحدث عن أي أوجاع أو مشاعر قد يشعرون بها، والتوجه للعلاج عند الحاجة.