All content for مقالات مجتمع is the property of mujtama and is served directly from their servers
with no modification, redirects, or rehosting. The podcast is not affiliated with or endorsed by Podjoint in any way.
مقالات صوتية لمجموعة من كتاب ومثقفي الوطن العربي في مجالات الثقافة والاجتماع والتاريخ
منذ ستينيات القرن الماضي، شكّل موضوع الانتقال الديمقراطي مجالًا بحثيًا واسعًا، تبلورت حوله نظريات واتجاهات متعددة عُرفت بـ"علم الانتقال الديمقراطي" (Transitology). وفي هذا المقال، نعرض بإيجاز أبرز التصورات التي حاولت تفسير المرور من السلطوية إلى الديمقراطية، على أن يُستكمل لاحقًا بتحليل نقدي لهذه النظريات في ضوء التجربة العربية.
إن الصراع حول فلسطين لم يعد محصورًا في ميادين القتال وحدها، بل أصبح معركة كبرى على الذاكرة واللغة والسرديات. فالتاريخ لا يُكتب بالوقائع المجردة، بل بمن يملك القدرة على تسمية الأشياء وصياغة الحكاية. ومن هنا تأتي الحاجة إلى مصطلحات قادرة على كشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، وتثبيتها في الوعي الإنساني كجرح مفتوح لا يجوز إنكاره أو تجاوزه.
يشكّل التاريخ في الوعي الإسلامي مستودعًا للهوية ومصدرًا للانتماء، لكنه تحول إلى سرديّات مغلقة تمنع النقد والمراجعة. على خلاف الغرب الذي حرّر فكره عبر النقد التاريخي، بقي الفكر العربي رهينًا لماضٍ مؤسطَر عطّل مشروع التحديث. من هنا يبرز السؤال: هل يكون النقد التاريخي سبيلًا لتحرير الوعي أم تهديدًا لاستقرار الهوية؟ إن استعادة النقد باعتباره منهجًا للتفكيك والفهم تمثل خطوة نحو وعي عربي جديد أكثر عقلانية وانفتاحًا.
يمثل مفهوم الصلاة في القرآن الكريم محورًا أساسيًا لفهم العلاقة بين الإنسان والنظام الإلهي، إذ تتجاوز معناها الطقوسي المعروف إلى دلالات أعمق وأكثر تداخلًا مع بناء المجتمع وإقامة العدل. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة منهجية جديدة لمعاني "الصلاة" ومصاديقها المتنوعة في النص القرآني.
في عالمٍ تتزايد فيه أشكال التنوّع والتداخل بين الهويّات، يبرز التعدّد الهوياتي كقضية معقّدة تؤثر في استقرار المجتمعات أو اضطرابها. ورغم كونها ظاهرةً كونية، فإنّ جذورها وطرائق إدارتها تختلف باختلاف السياقات التاريخية والسياسية. يهدف هذا المقال إلى مقارنة التعدّد الهوياتي في الغرب، حيث تقوم الدولة الحديثة على المواطنة، وفي العالم العربي، حيث ما تزال العصبيات التقليدية تحكم التفاعلات، سعيًا لفهم خصوصية الحالة العربية واستشراف سبل معالجتها.
شهدت مسيرة التدوين الإسلامي تداخلاً بين النص الإلهي والنص البشري، مما أدى لذوبان الحدود بينهما في الوعي الديني. يناقش هذا المقال تجاوز الرواية الحديثية على سلطة القرآن، ويسلط الضوء على ضرورة إعادة الاعتبار للكتاب كميزان مرجعي، لتحرير الإسلام من تراكُم التأويلات البشرية والسلطوية.
لقراءة المقال كاملًا على موقعنا الإلكتروني mujtama.org
قادَ مارتن لوثر (1483 م-1546 م) -كما تخبرنا مصادر تاريخيّة عديدة-حركة الإصلاح البروتستانتيّ، بعد أن علّقَ في عام 1517 رقعة تحتوي على خمسٍ وتسعين قضيّة مكتوبة بطريقة مختصرة ضدّ السلطة اللاهوتيّة الكاثوليكيّة على باب كنيسة قلعة مدينة فيتنبرغ في ولاية سكسونيا-أنهالت في ألمانيا. ولقد طعن لوثر في ادِّعاء الكنيسة الكاثوليكية بأن الكهنة الكاثوليك بزعامة البابا يحقُّ لهم وحدهم تعليم الكتاب المقدَّس وتفسيره، ولذلك شجع لوثر الأفراد على قراءة الكتاب المقدس وتأويله بأنفسهم، وحثَّهم على عدم الخضوع لطبقة الإكليروس.
"الجهل المقدس" مصطلح في علم الاجتماع؛ يُطْلَق على التدين الرافضَ للمعرفة العلمية التي يظنُ المتدين بأنها متناقضةٌ مع الدين؛ أو تُضعف الشعور الديني. كما أنّ الأفكار والعقائد التي قدمها البشر باعتبارها فهمًا للدين، ويعتبرها المتدين مقدسةً لا يجوز نقدها أو طرحها للنقاش؛ حيث يعتبر المتدين الشعبوي كل نقدِ لها أو مناقشتها تجديفاً وزندقة، تُعدُّ كذلك من الجهل المقدس.
ظهر موسى في النصوص الدينية والتاريخية بوجوه متعددة، ويدور حوله صراع تأويلي بين اتجاهين: أحدهما يسعى لتثبيت أصل نقي للهوية اليهودية، والآخر يرى فيه رمزاً لهجنة لا يمكن إنكارها. ولعلّ من أكثر هذه التأويلات إشكالاً هي القراءة التوراتية التي تسرد قصة موسى بهدف تكوين رواية قومية نقية وتاريخ ديني يُستخدم لتبرير الوجود السياسي وشرعنة الاحتلال..
كيف نقرأ تاريخنا؟ ماذا عن حقيقة التّاريخ؟ وما هو العقل التاريخي العربي؟ سأحاول من خلال مقالات متتالية في موقع "مجتمع" أن أقدّم بعض المسالك النظريّة التي تعالج زمنيّة التاريخ العربي من حيث هي تأسيس لوعي عربي وإسلامي أصيل ومنفتح على العالم.
لطالما أثار علم الأنثروبولوجيا العديد من التساؤلات فيما يتعلق بدوره في الحركة الاستعمارية الأوروبية، وتبريره للنظريات العنصرية في العلوم الإنسانية والطبيعية. الأمر الذي دفعنا إلى البحث عن جذور نشأة هذا العلم وتطوره وما نشأ عنه من مدارس مختلفة، وعلاقة كل منها بالاستعمار، ومحاولتها تكريس صور نمطية عن شعوب الجنوب تحت شعارات تدعي العلمية والموضوعية.
لطالما أثار علم الأنثروبولوجيا العديد من التساؤلات فيما يتعلق بدوره في الحركة الاستعمارية الأوروبية، وتبريره للنظريات العنصرية في العلوم الإنسانية والطبيعية. الأمر الذي دفعنا إلى البحث عن جذور نشأة هذا العلم وتطوره وما نشأ عنه من مدارس مختلفة، وعلاقة كل منها بالاستعمار، ومحاولتها تكريس صور نمطية عن شعوب الجنوب تحت شعارات تدعي العلمية والموضوعية.
يعملُ علماء الآثار الصَّهاينة الآن مثل خليّة النَّحل مُستأنفين ما أسَّس له ممهِّدون أوروبيون في القرن التَّاسع عشر من أجل إدخال مرتفعات الجولان السُّوريّة في جغرافيا "أرض الميعاد" من أجل تسويغ احتلالها نهائيًّا، إلا أنَّ متابعة اكتشافاتهم الأركيولوجيّة على نحوٍ دقيق تكشفُ عمليّة تزوير كبرى، لكن للأسف يمكن أن تتحوَّل نتائجها إلى حقائق مُسَلَّم بها، بسبب التواطؤ الأكاديميّ والسياسيّ في العالَم الغربيّ، هنا محاولة لاستقصاء هذه القضيّة.
لا غرابة إن غَذَا التفكيرُ في مسألةِ تجديدِ الخطابِ الإسلاميِّ، في الفكرِ العربيِّ المعاصرِ، مطلبًا فكريًّا راهنيًّا أو استجابةً ظرفيّةً لتحدٍّ آنِيٍّ، إنَّهُ، بالأحرى، استجابةٌ لدعوةٍ تاريخيّةٍ مؤجَّلَةٍ، وبحثٌ عن منفذٍ نظريٍّ للخروجِ من هذا الانسدادِ الفكريِّ والعَمايةِ الحضاريّةِ التي يتخبَّطُ فيها العالمُ الإسلاميُّ المعاصرُ؛ مَأزِقٌ لم يصنعْهُ الحاضرُ وحدَهُ، بل هوَ نتاجُ إرثٍ ثقيلٍ من تراكُمِ انغلاقِ التأويلِ...
ليس من قبيل المصادفة أن تفتتح مجلة نفير سوريا (1860)، وهي أول مجلة غير رسمية في المشرق، عددها الافتتاحي بنقد الطائفية، فمنذ تشكل الوعي العربي الحديث بدت الطائفية سؤالاً مستعصياً والعقدة التي تتقاطع عندها إشكاليات الدين والسياسة والتاريخ.
يوجد رأيٌ عامٌّ بين المستشرقين والمؤرِّخين الكِتابيين وعلماء تاريخ اللغات مفاده أنَّ أقدم الوثائق أو المخطوطات الكلاسيكية المكتوبة باللغة العربيَّة تأتي بعد عدَّة قرون من تدوين أسفار الكتاب المقدَّس العبري؛ وبالتالي، يقتضي هذا الرأي أن تُصنَّف اللغة العربيَّة كلغة عصور وسطى، لكن المستشرق الإنكليزيّ ديفيد صمويل مركليوث David Samuel Margoliouth (1858 م-1940 م) يَعُدُّ هذا الرأي صحيحًا إذا حصرناه بالأدب العربيّ فقط...
يطغى على الاندماجِ الاجتماعيّ الوجهُ التلقائيُّ وغيرُ الرسميِّ، وتتداخلُ في تعزيزِهِ التنشئة الاجتماعيّة واللغةُ والمشتركُ الثقافيُّ والقيمُ المجتمعيّةُ والعملُ... إلخ. أمَّا المواطنةُ فتُفصحُ عن ذاتِها كرابطةٍ قانونيّةٍ تُنظّمها جملةٌ من الحقوقِ والواجباتِ، وهي رابطةٌ يغلبُ عليها الرسميّةُ وتُؤطِّرُ حقوقَ المواطنِ: المدنيّةَ والسياسيّةَ والاجتماعيّةَ والثقافيّةَ، وواجباتِهِ القانونيّةَ. لكن، وعلى الرغمِ من هذا التمايزِ الظاهرِ بينهما، فإنَّ المواطنةَ والاندماجَ على درجةٍ عاليةٍ من التواشجِ والتكاملِ؛ إذْ يسعيانِ إلى الغايةِ عينِها: تعزيزِتماسكِ الدَّولة ولحمةِ مجتمعِها، وهي غايةُ الغاياتِ في أيِّ اجتماعٍ سياسيّ. وما تكون المواطنونَ غير الحقيقةِ السوسيولوجيَّةِ للدولةِ؟ بكلمة أخرى، الدَّولة هي المجتمع المدنيُّ حين تتجسَّدفي صورتها السوسيولوجيَّة.
استقر في الأذهان أنه حيث يوجد دين أو تَدَيُّن، تُوجد الكراهية. ويزداد الربط بين الدين/التدين والكراهية بتأثير عوامل مختلفة: اجتماعية وثقافية واقتصادية وتاريخية وغيرها. وخاصة المجتمعات المتعددة اجتماعياً ودينياً، والتي تُوصف علاقة الدين والاجتماع فيها بأنها "علاقة عضوية"، وبأن الكراهية والعنف والتعصب جزء من أنماط القيم القارة فيها.
في أقدم كتب السياسة "الجمهورية" للفيلسوف أفلاطون، طُرحت فكرة بناء الجمهورية أو الدولة العادلة على أسسٍ تقوم بالدرجة الأولى على تربية المواطنين تربيةً صارمةً. وكانت الشريحة الأهم التي أولاها أفلاطون اهتمامه هي شريحة الجند وحرس المدينة. ومما ذُكر في هذا السياق أقدم طرحٍ لما أصبح اليوم يُطلق عليه اسم (وطن)..