الغنى والفقر:
تسللت في ثقافتنا على مر العصور أفضلية الفقر على الغنى .. فدعوات الزهد والتصوف السلبية بدأت منذ الأمبراطورية العباسية والتي كانت تحث عن البعد عن مناحي الحياة والتركيز على العبادات والتي تتركز على أركان الإسلام بالدرجة الأولى .. مع أن المؤمن القوي أفضل من الضعيف والقوة تساعد .على عمارة الأرض والإصلاح فيها
الخيرية والشرية
من الأسئلة الفلسفية المحيرة؛ هل الإنسان خيّر بطبعه أم شرير؟ .. والحقيقة أن الإنسان محايد وفيه القابلية للخير والشر .. ما قبل خلق آدم عليه السلام؛ قالت الملائكة {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} فرد الله سبحانه عليهم {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} .. ثم بعد خلقه؛ علمه {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} ولم يتركه هملاً بل خلقه نبي ومعه تعلميات ربانية متسامية متعالية؛ حتى يكون خيّر ومصلح في الأرض، وبدونها سيكون نزوعه إلى الشر
في المثل: ليس من رأى كمن سمع، وممكن يضاف له: وليس من عايش التجربة كمن رأى أو سمع .. البعض يرى ويظن أنه الفاهم الوحيد قدس الله سره يفتي في كل شيء ولا يتوقف عن التنقد والانتقاد لأفعال وتصرفات الآخرين: لو كنت مكان فلان لفعلت كذا، ولو كنت مكان علان لقلت كذا .. أيها المقدام هون عليك ﴿إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبالَ طولًا﴾!.
أبواب الخير والأجر مفتوحة على مصراعيها وليست محصورة في أعمال فردية .. قد يفتح الله سبحانه على البعض بأن يكون من لديه قدرة واستطاعة دون ضرر عليه أوعلى الآخرين في تقديم يد العون والمساعدة سواءً بالجاه أو السعي أو العلم أو الخبرة للغير ولا يقوم بها أماً كسلاً أو عدم رغبة أو من خوف .. بل الأغرب من ذلك ليس منلا يقدم العون وهو يستطيع بل من يسعى إلى عرقلة وتعطيل مصالح الناس، يقول رسول الله ﷺ: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي منأمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به».
في جميع المجتمعات تحدث تحولات من فترة إلى أخرى بعضها يكون جيد ويتوافق مع قيم ومبادئ المجتمع والبعض الآخر قد يخالفه .. الثبات على مبادىء المجتمعالصحيحة والتي يؤكدها الدين ليس بالأمر السهل بل تحتاج إلى مثابرة وصبر .. قد تطغى قيم مجتمعات أخرى خصوصاً المجتمعات المسيطرة والتي لها سطوة وقوة علىغيرها من المجتمعات .. الفردانية والتي تعبر عن الأنانية الفردية الصارخة؛ هي بداية تهديد لتفكك لحمة وترابط وتكاتف المجتمع.
البعض مشدود إلى السعي نحو النجاح والكمال المثالي .. لكن السعي إلى المثالية لها جوانب وردات فعل سلبية وأحياناً كثيرة تكون صادمة وبأثر عكسي تماماً عن المقصود منها .. جميل أن يتوازن الإنسان ويحقق النجاح الجميل والمرضي والمستمر في حياته العملية والعلمية والمجتمعية والأسرية .. ليس مطلوب أن تكون أفضل وأحسن واحد في الحياة!
قصص الأقوام البائدة والهالكة والتي ذكرت في القرآن الكريم بأن سبب هلاكهم هو عقوبة إلهية، فهل انتهت العقوبة الإلهية للقرى والبلدان بنزول القرآن؟ .. البراكين والزلازل والأعاصير قد تكون من العقوبات الإلهية لبلد أو مدينة ما .. لكن تحديدها بأنه عقوبة أو إبتلاء هذا عند الله سبحانه ولا ينبغي لأحد التدخل في ذلك.
قد يكون لدى البعض خلط بين القانون والشرعية، فيظن أن كل ما هو ينص عليه القانون فهو بالضرورة شرعي .. أفضل الحالات عندما يتوافق القانون مع الشريعة .. لكن في بعض الحالات قد يكفل القانون والنظام بعض الحقوق للإنسان لكنها في ميزان الشرع لا يستحقها .. يبقى هنا أن يكون لدى الإنسان ميزان وسليم وصحيح متعالي.
مع ثورة العلوم وتنوعها وتعددها، بدأت تدخل عليه بعض الخرافات والشعوذات ويدعي أصحابها أنه من العلوم .. والعلم حتى يكون علماً من المفترض أن يكون لديه قابلية للإثبات أو قابلية للنفي .. لكن في نطاق الخرافة والشعوذة والتنجيم وكل ما يتصل بما وراء قدرة الإنسان وعلمه كيف يتم إثباتها أو نفيها؟!
أهم شيء أن تكون نية الإنسان سليمة وصافية، هل هذا يكفي؟! .. عبارة تتردد كثيراً، لكن النية السليمة إذا لم ترتبط بعمل صحيح موافق للنية لا قيمة لها .. فلن يظن أحد من الناس أن نيته فاسدة بل الكل يدعي أن نيته سلمية حتى لو لم يكن العمل صحيح .. النوايا السليمة وحدها لا تكفي ولا تعفي الإنسان إذا في الأعمال الخارجة عن نطاقه البشري.
هل الإنسان يولد صفحة بيضاء نقية لا شيء فيها كما يرى البعض؟ .. الإنسان عندما يولد - أي كانت ديانته أو مذهبه - لديه فطرة سليمة؛ فطره الله عليها بمعنى لديه إعدادات مسبقة قبل أن يولد .. تُصبغ هذه الفطرة وتتغير بناءً على العادات والتقاليد والأعراف والتربية التي يتلقاها في بيئته .. فالإنسان ابن بيئته.
قد يتركز لدى البعض بأن مفهوم العبادة كاد ينحصر في أركان الإسلام والعبادات المشهورة مثل: الصلاة والصوم والحج والعمرة سواءً كانت فرض أو نافلة .. لكن مفهوم العبادة يشمل جميع مناحي حياة المسلم سواء العمل أو التجارة أو الدراسة أو حتى الزواج أو تربية الأبناء … لذا جميع الأعمال التي فيها خير وإصلاح وعمارة في الإرض في مرضاة الله فهي عبادة.
الجميع ينشد ويريد رضى الله سبحانه وتعالى إلا من أبى! .. لكن قبل طلب الرضا من الله سبحانه هل نرضى عنه جل في علاه؟! .. الرضا عن الله يكون في جميع الأمور التي اختارها للإنسان وليس له يده فيها .. مثل: الجنسية والقبلية والعائلة والوالدين والأخوان والأخوات … إلخ .. وكذلك مثل شكل الإنسان وتصميمه ولونه وجنسه …
العالم بعد كورونا ليس كما هو قبله .. عبارة سمعناها كثيراً وحقيقة تنطبق على أمور كثيرة مشاهدة في واقعنا .. لكن ما يهمنا في هو التواصل بين الأقارب والأصحاب وكيف تغيرت بعض طرقه عن طريق وسائل التواصل التقني وأصبح كأنه فيه نوع من الجفاء .. والمفترض أن يكون هناك حد أدنى للتواصل لا ينبغي للإنسان التنازل عنه بل يفترض المحافظة عليه بالطرق التقليدية.