إن علم اللَّه تعالى بلغ أقصى درجات العلم الدقيق بالبصر
حتى إنه يرى ما لا يراه الخلق وأعلى درجات العلم بالسمع
حتى إنه يسمع دبيب النمل الذي لا يُسمع
الوعيد الثانى
الهجوم الشامل من كل الجبهات
{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ }
وعيد الشيطان الأول كان لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم وعيده الثانى كان ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
إزاى الوعيد ده ممكن يتفهم ؟
( التحرير والتنوير ) وَكَمَا ضُرِبَ الْمَثَلُ لِهَيْئَةِ الْحِرْصِ عَلَى الْإِغْوَاءِ بِالْقُعُودِ عَلَى الطَّرِيقِ،كَذَلِك مُثِّلَتْ هَيْئَةُ التَّوَسُّلِ إِلَى الْإِغْوَاءِ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ بِهَيْئَةِ الْبَاحِثِ الْحَرِيصِ عَلَى أَخْذِ الْعَدُوِّ إِذْ يَأْتِيهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ حَتَّى يُصَادِفَ الْجِهَةَ الَّتِي يَتَمَكَّنُ فِيهَا مِنْ أَخْذِهِ، فَهُوَ يَأْتِيهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى تَخُورَ قُوَّةُ مُدَافَعَتِهِ
( الظلال ) وهو مشهد حي شاخص متحرك لإطباق إبليس على البشر في محاولته الدائبة لإغوائهم
وإتفهم أيضا على محمل :
عن ابن عباس قوله: (ثم لآتينهم من بين أيديهم) ، يقول: أشككهم في آخرتهم = (ومن خلفهم) ، أرغبهم في دنياهم = (وعن أيمانهم) ، أشبِّه عليهم أمرَ دينهم = (وعن شمائلهم) ، أشَهِّي لهم المعاصي.
نقل عن شقيق بن إبراهيم رحمه الله أنه قال: ما من صباح إلا ويأتيني الشيطان من الجهات الأربع، من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ، أما من بين يدي فيقول: لا تخف فإن الله غفور رحيم ، فاقرأ " وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالحا" وأما من خلفي: فيخوفني من وقوع أولادي في الفقر، فاقرأ "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا" وأما من قبل يميني: فيأتيني من قبل الثناء فاقرأ "والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ" 0وأما من قبل شمالي: فيأتيني من قبل الشهوات فاقرأ "وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ"
الشيطان فقط لن يقعد للعباد الصالحين على الصراط ولكن سوف يبادر إليهم بالهجوم من كل الجهات !
على أية حال كل هذه الفهومات إجتهاد مفيد وأيضا نتيقن ان وعيد إبليس لآدم وذريته من بعده هذه المرة أنه مفيش خرم إبرة يجد منه منفذ إليك ليفسد عليك دينك إلا ونفذ منه فانتبه وسد عليه المنافذ بما جاء لك من القرآن والسنة ووصايا الصالحين من السابقين والمعاصرين وممن هم حولك ، أعاذنا الله من شره والى الوعيد الثالث بارك الله فيكم
كلنا عارفين القصة: لما الله سبحانه وتعالى أخبر الملائكة بأنه سوف يجعل فى الأرض خليفة اللى هو آدم عليه السلام ولما أمرهم بالسجود لآدم كل الملائكة سجدوا إلا إبليس تكبر على الأمر الإلهى فكانت النتيجة إن الله سبحانه وتعالى طرده من الجنة ولعنه .
إبليس لطبيعته توعد آدم وذريته وعودا ظاهرة وحاقدة وبغيضة ، لكنها للأسف تتحق فى بنى آدم منذ أن هبطوا الأرض وتتفاقم وتتزايد وتتحق أمام أعيننا يوما بعد يوم !
ماهى وعود إبليس لآدم وذريته وما مظاهر تحققها هذا هو موضوعنا .
الوعيد الأول
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
مازلنا فى الكلام عن السياق فى القرآن وكيفية العلاقة بين السياق والمعانى الجزئية فى السورة
وأقوال المفسرين فى قوله تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " وكيف نفسر " وجلت قلوبهم " على ضوء فهمنا للسياق وكلام الرازى فى نوعى الخوف وهما الخوف من العقاب وخوف العظمة والجلال .
رويدا نتحرك فى الرحلة إلى مفهوم من المفاهيم الهامة فى فهم النصوص وهو مفهوم السياق.
فى هذه الحلقة نتعرف - ببساطة كما هو منهجنا دون الدخول فى تعقيدات كلامية - على مفهوم السياق العام والخاص للسورة من القرآن ونعتبر سورة الأنفال نموذجا نفهم على ضوئه المقصود بالساق وعلاقته بالمعانى النفصيلية فى الآيات
وتتحدث السورة عن تعريف الأنفال وما كان من الصحابة بعد غزوة بدر فى أمرها .
فى هذه الرحلة نلفت النظر إلى خطورة تأجيل المعارف المتعلقة بالدين إلى وقت متأخر فى العمر تحت وطئة متطلبات الحياة قلا يتبقى وقت للتعرف عليها أو لايبقى وقت للقيام بها وإعمار القلوب بنورها .
وهذه تجربة من تقدم به العمر وكثرت عليه المعارف والأعمال التى يرجو أن يلقى الله بها .
دعنا نتعرف على مصادر الغيب من مصادره الحقة والصحيحة
فى هذه الحلقة نمضى فى خطوة جديدة نحو محاولة التعامل مع النصوص لفهمها فهما صيحيحا مما يساعدنا على تحديد إختيارات على أسس سليمة .
وهى من أهم الحلقات لإستفزاز قدرات الشباب بحيث ينتفعوا من مخزونهم اللغوى والثقافى المختلف والذى تكون على مر سنين أعمارهم بحيث يكون فهمهم للنصوص فهما متينا عمليا وكذلك يزيد من قدرتهم على تبنى مايرونه مناسبا من تفاسير وشروح .
وفيها نؤسس لبداية طريقة لفهم حقائق الإيمان عن طريق تعلم آليات بسيطة تمكنا من فهم نصوص القرآن والسنة بالقدر الكافى لتحقيق إيمان صحيح بالطريقة التى كان عليها صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ودون تكلف مايشق على المسلم البسيط
فى هذه الرحلة نتكلم عن أن إيمان المسلم يجب أن يبنى على الحقائق ، وهذه الحقائق نعلمها من نصوص القرآن والسنة وأن الإيمان عقلى وعملى .
وأن أركان الإيمان هى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، وأن أعمال العبادة تزيد من الإيمان فى قلب المسلم وبها يتفاضل المؤمنون .
لا يمكن لمن لا يعرف لغته جيدا أن يكون له مكانه الخاص فى هذا العالم ، فسوف يرى دائما الأمور من وجهة نظر غيره ، وسوف تكون قدرته على الإختيار مرهونة دائما بما فهمه الآخرون !
كثيرا من قضايا الدنيا والحياة اليومية فضلا عما يتعلق بأمور الإيمان والفهم عنه الله متعلق بقدرتنا على الفهم الدقيق للرسائل المتضمنة فى الكتب والرسائل