
جناح الحمامة وموعدٌ آخر
أهلاً مجدداً... معكم صفاء... وهذا بود كاست "عن غيمة" أُحدّثُكم
عن غيمةٍ تجعلُنا أحياءً حتى النهاية
عن غيمةٍ تُعلمنا متى سيأتي الفجر الصادق
- دعونا نستعرض معاً السبب وراء طلب درويش مِن مارسيل خليفة في الحلقة الماضية أن يلحّن قصيدتَهُ (يطير الحمام) وأن يُغنِّيها... لعل درويش كان يعلمُ تماماً أنها تستحقُّ أن تخرجَ للحياة وأن تصدحَ بحبٍّ كما كتبها بذات الحب
ولأنه أيضا كان على موعدٍ آخر...
موعدٍ لإجراء عملية قلبٍ مفتوحٍ في اميركا... وكان فعلاً قد تحدّدَ موعدُ ذهابه لإجراء هذه العملية التي كان يخشاها ويُؤجلها قدر ما استطاع... كان يشعرُ -وكأنّه موقنٌ- أنه لن يعود منها إلا بتابوته الأخير... ففعل مارسيل ما أرادَه درويش، ولكن الأخير كان قد فارق الحياة بعد غيبوبةٍ المّت بٍه وقبل أن يستمعَ إليها.
الغريب في الأمر أن تجربةَ زواج "درويش وحياة" لم تستمرْ طويلاً بالرغم مِن أنها امتلأت بكلِّ أسباب الحب بقدر ما امتلأ هو بكلِّ أسباب الغياب، وانتهت أخيراً بانفصالٍ يستحق أن يُحترم... لقد كان طلاق المحبين
هو الذي كان يؤمنُ دائماً أنّ الزواجَ مؤسسةٌ فاشلةٌ لا يستطيع الانتماءَ إليها
هو الذي علّمه الحب ألاّ يُحب...
هو المغامرُ والمستعدُّ لموته الموعود...
هو الذي أتى ولم يصلْ...
وجاء ولكن لم يعُدْ...
وهو الذي كان في موتة حياةٍ ما !!
فكتب ديوانَهُ الشعريُّ الأخير:
لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي
يقول في جداريتِهِ:
من حسن حظ المسافر
ان الأمل توأم اليأس او شعره المرتجل
حين تبدو السماءُ رماديةً...
وأرى وردةً نتأت فجأةً مِن شقوق جدار
لا أقول: السماءُ رماديةٌ...
بل أطيلُ التفرُّسَ في وردةٍ
وأقولُ لها: يا لهُ مِن نهار !!