
صباح الخير أنا نهى نصار ودى حلقة جديدة من سلسلة حلقات NOHA Podcast. الموسم العاشر وال هكون معاكم فيها كل يوم خميس، ودلوقتي هنتكلم عن *الملاحة عند المصريين القدماء*، وكيف كانوا من أوائل الشعوب التي طورت تقنيات متقدمة للملاحة البحرية والنهرية، مما ساعدهم في التجارة، والاستكشاف، وبناء شبكة اتصالات قوية بين المدن. بدأت الملاحة في مصر القديمة منذ *عصر الدولة القديمة* (2686-2181 ق.م)، حيث استخدم المصريون الزوارق المصنوعة من البردي للإبحار في نهر النيل، مما سهل عملية النقل والتجارة الداخلية. خلال *عصر الدولة الوسطى* (2055-1650 ق.م)، تطورت السفن الخشبية بشكل أكبر، وأصبحت قادرة على الإبحار لمسافات طويلة، مما سمح بفتح طرق تجارية عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط. أما في *عصر الدولة الحديثة* (1550-1070 ق.م)، فقد وصلت الملاحة المصرية إلى ذروتها، حيث امتلك المصريون أسطولًا بحريًا قويًا، سمح لهم بالسفر إلى بلاد بعيدة مثل *بلاد بونت* (الصومال حاليًا) لجلب البخور والذهب. كانت هناك تقنيات متطورة استخدمها المصريون في الملاحة، مثل تحديد الاتجاهات باستخدام النجوم، وبناء السفن باستخدام أخشاب الأرز المستوردة من لبنان لضمان متانتها. كما عثر الباحثون على نقوش في معبد الدير البحري، تُظهر السفن المستخدمة في رحلات *الملكة حتشبسوت* إلى بلاد بونت، مما يثبت تقدمهم الكبير في علوم الملاحة. ### *أمثلة على الرواد في الملاحة قديمًا وحديثًا* #### *قديماً:* - *نيكاو الثاني (610-595 ق.م)*: أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين، وهو صاحب أول محاولة موثقة للدوران حول إفريقيا بواسطة البحارة الفينيقيين تحت رعايته. - *الملكة حتشبسوت (1479-1458 ق.م)*: قادت واحدة من أعظم الرحلات البحرية المسجلة في التاريخ، حيث أرسلت أسطولًا بحريًا إلى بلاد بونت لجلب البخور والذهب. - *خوفو (2589-2566 ق.م)*: إلى جانب بناء الهرم الأكبر، تشير بعض المصادر إلى أنه امتلك أسطولًا بحريًا قوياً لتأمين التجارة عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط. - *رمسيس الثالث (1186-1155 ق.م)*: قاد أحد أقوى الأساطيل العسكرية البحرية خلال معاركه ضد شعوب البحر، وكان له دور كبير في تأمين السواحل المصرية. *حديثاً:* - *المهندس حسن رشدي*: أحد رواد الهندسة البحرية الحديثة في مصر، وساهم في تطوير البنية التحتية للموانئ المصرية. - *الأدميرال محمود عبد الرحمن فهمي*: قاد البحرية المصرية في العديد من الفترات الهامة، وشارك في تطوير الأسطول العسكري المصري. - *العالم فاروق الباز*: على الرغم من شهرته في مجال الجيولوجيا، فإن أبحاثه عن الصحاري ساهمت في فهم طرق الملاحة القديمة، خاصة عبر الطرق التجارية المصرية القديمة. *إنجازات الحاضر المستوحاة من الماضي* ما زالت بعض التقنيات البحرية التي طورها المصريون القدماء تُلهم العلماء اليوم، حيث تجري الأبحاث في *جامعة كامبريدج* و*المعهد الوطني لعلوم البحار والملاحة* لدراسة أساليب بناء السفن الفرعونية، وكيف يمكن الاستفادة منها في تصميم سفن أكثر كفاءة. في مجال الهندسة البحرية، يعتمد المهندسون اليوم على المبادئ التي استخدمها المصريون القدماء في بناء السفن، مثل تصميم الهيكل الانسيابي لضمان سهولة الحركة في المياه. كما أن بعض الشركات العالمية، مثل *Rolls-Royce Marine، تطبق دراسات حول طرق الملاحة القديمة لتطوير سفن ذكية تعتمد على الطاقة المتجددة، وهو مفهوم مشابه لما كان المصريون القدماء يطبقونه عند الاستفادة من **تيارات نهر النيل* لدفع القوارب. من ناحية أخرى، فإن دراسة النجوم لتحديد الاتجاهات، وهي تقنية استخدمها الفراعنة في رحلاتهم البحرية، لا تزال تُستخدم اليوم في *أنظمة الملاحة الفضائية، حيث تعتمد وكالات مثل **ناسا* على الحسابات الفلكية لتوجيه المركبات الفضائية عبر الكواكب. كما أن الملاحة الفلكية لا تزال تُدرّس في الأكاديميات البحرية الكبرى، مثل *الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري* في الإسكندرية، التي تطور مناهج تعتمد على المبادئ التي رسّخها المصريون القدماء. أما في مجال السياحة البحرية، فقد تم استعادة بعض تصاميم السفن الفرعونية عبر مشروعات لإعادة بناء *المراكب الشمسية* التي كانت تُستخدم في النقل المهيب للملوك. هذه المبادرات تُساهم في تعزيز فهم التاريخ البحري المصري
تقديم و تصميم وإعداد و مونتاج و إخراج نهى نصار شكراً لحسن إستماعكمالمصادر :- *الموسوعة البريطانية (Britannica)*: [www.britannica.com](https://www.britannica.com) - *ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic)*: [www.nationalgeographic.com](https://www.nationalgeographic.com) - *جامعة كامبريدج*: [www.cam.ac.uk](https://www.cam.ac.uk) - *المعهد الوطني لعلوم البحار والملاحة*