
يقولون ما فائدة نظريةٍ علميةٍ بلا تطبيقٍ عملي، فهي تَئودُ الذِّهن ولا تُريح الكاهن؟ وما فائدة نغمةٍ لا تغمس لقمة … وكلمةٍ لا تدفع نقمة؟
وأزيدهم: وما فائدة تَمسيدة حنان؟ في ميناء الحياة، على جبينٍ مكدودٍ لن أراه مرةً ثانية؟
وأقول إنَّ السؤال الصحيح لم يُسأل:
ما فائدة عملٍ طاحونيٍّ يبدأ من حيث ينتهي؟
وما فائدة لقمةٍ ما يَزال يُجادلها الجوع؟
وسلامةٍ هي حسبك من داءٍ دفينٍ، ما دُمنا في الحياة زائرين غير مقيمين.
لا فائدة في العمل واللقمة والسلامة، ما لم تَنتِه بنا سلاسلها إلى نهاياتٍ من معدنٍ آخر … نهاياتٍ تقوم في ذاتها قيمة.
الحق والجمال والخير ليسَت سلاسل بل نهايات.
ليست وسائل، بل غايات.
إنها قيَم.
إنها … مُطلقات.
---
د. عادل مصطفى
من كتاب دلالة الشكل