الله هو العامل فيكم - د. مايكل سمير
- نبذة مختصرة :
في هذا التأمل المؤثر، يتحدث مايكل سمير عن قوة كلمة الله في تشكيل حياتنا الداخلية، مستعرضًا رسالة بولس الرسول من السجن إلى أهل فيلبي. يشاركنا كيف رأى بولس ضيقه وخيانة البعض له كفرصة لتقدم الإنجيل، وكيف أمكنه أن يفرح ويجاهر بالمسيح، واثقًا بأنه لن يُخزى في شيء. يؤكد مايكل على أن حفظ وتطبيق كلمة الله يغسل أذهاننا، ويمنحنا قلباً ثابتاً لا يخشى خبر السوء، ويجعلنا نرى تعظم المسيح في كل ظروف حياتنا، حتى في أصعبها. تشجيع لتخصيص وقت يومي مع كلمة الله والصلاة لتجربة هذا التحول الداخلي.
ملخص إرشادي - كلمة الله وقوة التحول الداخلي
المتحدث: مايكل سمير (أسرة أسنان)المناسبة: لقاء مع أسرة هندسة حول نعمة الله ودور الإنسان.
المقدمة:في هذا اللقاء، يشاركنا الأخ مايكل سمير من أسرة أسنان رؤيته حول قوة كلمة الله في تشكيل حياتنا الداخلية. يربط الحديث بين نعمة الله التي تسند الإنسان ودور الإنسان في التجاوب معها، مؤكداً على أن الله يطلب منا طلبات لكنه يعيننا على تحقيقها.
الفكرة المحورية: تأثير كلمة الله على الإنسانيركز مايكل سمير على أن الكتاب المقدس يزرع فينا أموراً لا يمكن لأي شيء آخر أن يزرعها. هو يتأمل في كلمة الله ليس كمفهوم عام، بل في ما تفعله الكلمة داخل الإنسان.
دروس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي (أصحاح 1: 12-26):
تحويل الضيق إلى فرصة لتقدم الإنجيل:
- كان بولس الرسول في السجن. المنطقي أن يعيق السجن عمله، لكن بولس يقول: "إن أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل".
- يرى بولس أن ضيقه، وحتى قيوده، صارت ظاهرة في المسيح في كل مكان، مما شجع إخوة كثيرين على التكلم بالكلمة بلا خوف.
- هذا يكشف عن راحة داخلية وتركيز على الهدف الأعظم وهو انتشار الإنجيل، مما يجعله يفرح رغم الظروف الصعبة.
التعامل مع الخيانة والانقسام:
- يلاحظ بولس أن بعض الإخوة يكرزون بالمسيح "عن حسد وخصام"، بينما آخرون "عن محبة". هؤلاء الذين عن حسد كانوا يظنون أنهم يضيفون ضيقاً إلى قيود بولس.
- يشير مايكل إلى أن هذا النوع من "التحزب" أو "الخصام" يحدث حتى داخل الكنائس ويكون جرحاً موجعاً جداً، ربما أصعب من ألم السجن نفسه، خاصة عندما يأتي من أشخاص خدمهم الإنسان واهتم بهم.
- رغم هذا الجرح العميق، يعلن بولس: "فماذا؟ غير أنه على كل وجه... ينادى بالمسيح وبهذا أنا أفرح بل سأفرح أيضاً". هذا يعكس ثقة بأن كل الأمور ستؤول إلى الخلاص بصلوات الإخوة ومؤازرة روح يسوع المسيح.
"لا أخزى في شيء" و"قلب ثابت":
- يؤكد بولس على رجائه وثقته بأنه "لا أخزى في شيء". هذه العبارة صعبة وعميقة، وتدل على قناعة راسخة اختبرها بولس مراراً.
- يستشهد مايكل بمزمور 112: 7-8 الذي يقول عن الإنسان الصديق: "لا يخشى من خبر السوء، قلبه ثابت متكل على الرب... قلبه ممكن فلا يخاف". يرى مايكل أن هذه الحالة من الثبات وعدم الخزي تتكون داخل الإنسان الروحي القريب من كلمة الله والروح القدس.
تمجيد المسيح في كل الظروف:
- يختتم بولس بالقول: "بل بكل مجاهرة كما في كل حين كذلك الآن يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أم بموت".
- يسأل مايكل: كيف يتعظم المسيح في الموت أو في الضيق؟ ويؤكد أن هذه الفكرة غريبة وصعبة، لكنها تعكس منظوراً إيمانياً يتجاوز الظروف الظاهرة.
كيف نختبر هذا التحول الداخلي؟ (دورنا):
حفظ وتكرار كلمة الله:
- يؤكد مايكل على أهمية "حفظ كلمة الله" وتكرارها يومياً.
- يشرح أن عملية الحفظ والتكرار تجعلنا نلاحظ تفاصيل وكلمات لم ننتبه إليها من قبل، مما يغسل أذهاننا ويشكل طريقة تفكيرنا ويغير مشاعرنا في أوقات الضيق.
قضاء وقت "قاطع" مع كلمة الله والصلاة:
- يجب أن يكون الالتزام بكلمة الله والصلاة "أمراً قاطعاً" يومياً.
- هذا الوقت يساعد الدماغ على الهدوء ويتيح لنا التعرض للحق الذي يغيرنا ويجعلنا نبدأ اليوم بشخصية مختلفة، قادرة على رؤية الأمور بمنظور مختلف.
الصلاة بالمشاعر والتساؤلات:
- في أوقات الزعل والضيق، ينصح مايكل بالصلاة وسؤال الله: "يا رب هل أنا مختص بالحق؟ هل مشاعري دي مظبوطة؟". هذه الصلاة تساعد في تصحيح المشاعر وتلقي الإرشاد الإلهي.
- يجب أيضاً أن نضع في الاعتبار الهدف الأكبر، وهو عدم كسر "الجسد" (المجتمع أو الخدمة) حتى لو كان هناك جرح من الآخرين، وأن ندوس على أنفسنا من أجل تمجيد المسيح.
الخلاصة:إن كلمة الله هي من أعظم الأشياء التي جاءت إلينا. الالتزام بحفظها وتكرارها يومياً، والصلاة بها، يساعد على بناء كيان داخلي ثابت لا يخاف خبر السوء ولا يخزى في شيء، بل يرى تعظم المسيح في كل ظروف الحياة، سواء بحياة أو بموت. هذا التحول ليس سهلاً، لكنه ممكن لمن يمد يده إلى الله ويلتزم بقوانينه.