
اعلم أنَّ الخَلْق في كلام العرب على وجهين: أحدهما: الإنْشاء على مثالٍ أبْدعه لم يُسْبق إليه، أحْدثه بعد إذْ لم يكن. والآخر: التقدير، وخَلَق الأديم يَخْلقه خَلقاً: قدّره لما يُريد قبل القَطع؛ وقاسَه ليقطع منه مَزَادةً أو قِرْبة أو خُفَّاً. فمن الأول: قوله تعالى: (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) (العنكبوت: 17) أي: تقدرونه وتهيئونه، وهو كذب؛ كقوله تعالى: (إنً هّذّا إلاَّ اخًتٌلاقِ)