هل سلبت منا الشهادات العليا هويتنا الحقيقية ؟ حتى نكون لكي نكون مقبولين مجتمعيا وان نشعر باننا مرغوبون ؟هل نعرف انفسنا حقا ونحن نضع اغطية لا تحصى ؟ كتب أستاذ التاريخ في جامعة كاليفورنيا ( راسل جاكوبي )كتابا بعنوان ( آخر المثقفين ) ورأى فيه أنه لم يعد في امريكا مثقفون، أي مفكرون معرفون يتوجهون بآرائهم إلى الرأي العام أو إلى جمهور واسع من المتعلّمين. ووضع اللائمة على الجامعة خصوصا واتهمها بقتل المثقفين . لهذا الرأي خطورة تكمن في تساؤلات لماذا الجامعة بالذات تقتل الفكر؟ أليست هي النبع الاول لنهر الأفكار؟ وتساؤلات أخرى تستفزني لاسيما أنني زُرعت فيها وصرت انمو. ربما أميلُ الى رأي ياكوبي لأسباب : إن الاستاذ الجامعي يصل الى البروڤ ويقدم بحوث ترقية بمجال تخصصه الضيق التي لا تنتمي الى المجتمع، ولم يستطع ممارسة الأنشطة الاجتماعية الثقافية المعرفية التي تخدم الواقع. والسبب الآخر الطلبة الذين لا صلة لهم بالماضي وتراثه ولا بالحاضر ولا المستقبل فدخلوهم الى الجامعة مجرد نيل شهادة لأجل : شهادة تخدمه في الواجهة الاجتماعية، ويحصل على وظيفة من أجل قوت عيشه. وقد يقول قائل : أنتِ كذلك. نعم أوجه النقد لنفسي قبل الجميع. لكني واعية لقضية التأثير في الرأي العام حتى لو كان بنسبة 1‎%‎ كما أنني صرتُ اكتبُ للمستقبل؛ لفقدان الأمل بالحاضر، لتقرأ الأجيال القادمة بالرغم من سبات ماضيها هناك من يكتب ويفكر. فما فائدة تخمة كبيرة وكم مهول من الشهادات والطلبة والأساتذة الجامعين ومازلنا أُمةً كلما جاعت أكلت من نفسها؟ وكلّما أردات أن تتبجح بالأنجاز عادت الى الماضي ، وهذا الأخير أعود إليه وسأل لماذا لم يأت الحاضر بعقلية كالجاحظ او ابن الرشد او بن سينا؟ ولا نذهب بعيداً لماذا بعد طه حسين، ونصر حامد ابو زيد وغيرهم لم يولد من يحرّك هذا السكون؟ ولماذا تحولنا من شعوب الى جماهير ؟ وصرنا نعيش بثقافة الإعلام التي تولد وتموت كل يوم. والجمهور ليس سوى أرقام تزيد من نسبة المبيعات. موج يوسف