
تجدوننا على التيليجرام https://t.me/MontadaFekri
تاريخ الحوارية: 2025/06/14
في هذه الحوارية تناولنا موضوع "الاستبداد السياسي" وأثره العميق على الأمم والحضارات، من منظور إسلامي وتاريخي وواقعي. بدأنا بقصة رمزية عن حاكم صقلية الطاغية "فلاريس"، الذي رغم تحذيرات الحكماء من منحه السلطة المطلقة، أصبح رمزًا للطغيان حتى كانت نهايته مأساوية على يد شعبه. من هذه القصة انطلقنا إلى تحليل مفهوم الاستبداد كضد للشورى، وكيف أن الإسلام وضع الشورى والمساواة كقواعد جوهرية في الحكم، كما في قوله تعالى: ""وأمرهم شورى بينهم"".
توقفنا عند حقبة الخلافة الراشدة كنموذج فريد للجمهورية الإسلامية، حيث كان النبي ﷺ لا يتميز عن أصحابه في مجلسه، حتى كان الداخل يسأل: ""أيكم محمد؟""، وكيف انقلب هذا النموذج مع لحظة توريث الحكم ليزيد بن معاوية، لتبدأ أولى عرى الإسلام في الانفكاك، حسب حديث النبي ﷺ.
تعمقنا في قراءات تاريخية من ابن خلدون إلى الكواكبي، وشهادات مفاجئة مثل قول ضابطة استخبارات بريطانية في بدايات القرن العشرين أن ""الإسلام أعظم جمهورية في العالم"" بعد أن رأت المساواة بين راكب الجمل والطبيب في صفوف الصلاة. وسلطنا الضوء على كيف أثارت هذه المبادئ إعجابًا حتى لدى من لم ينتموا إلى الإسلام.
ناقشنا أيضًا الاستبداد في واقعه المعاصر، من النماذج التاريخية إلى أمثلة حية من الواقع الليبي، مثل قافلة الصمود التي منعت بالقوة، وكيف يُستخدم الخوف والعنف لإجبار الناس على تقبل الطغيان وكأن لا بديل عنه.
الحوار كان غنيًا بالأمثلة، بالنقد العميق، وبالدعوة لإعادة بناء الثقافة السياسية على الشورى الحقيقية لا الشكلية، وبتذكير أن الاستبداد ليس فقط نظام حكم، بل عقلية تنتشر في البيت، والمدرسة، والجامعة، حتى في اتحاد الطلبة. لذا، إذا أردت فهم كيف ينكسر المجتمع من داخله، وأين يبدأ العلاج، فهذه الحوارية تحمل الكثير من الإجابات.
💬 ضيفنا: أ. محمد خليفة.
🎙يحاوره: عبد العظيم القنطري.
أ.محمد خليفة، محامي صنّف دوليا كأفضل المحاميين الليبيين، مفكر متقن لكل من اللغتين الإنجليزية والفرنسية تفرغ في سنواته الأخيرة للإصلاح الفكري والتوعوي للتصدي للحرب الفكرية على الإسلام والمسلمين، ألف كتبا في المجال الاجتماعي والفلسفي والفكري ومن هذه الكتب كتاب "الثقب المعرفي"، وكتاب "أسباب تعثر الفكرة الإصلاحية في النصف الأول من القرن العشرين" وغيرها.
صفحتنا على الفيسبوك