اللهم يا حنّان يا منّان يا من تقول للشيء كن فيكون
اللهم يا من رحمتك وسعت كل شيء اغفر لمنار عادل وارحمها رحمة واسعة
اللهم إنها قد انتقلت إليك في أيام الرحمة، في شهر المغفرة، فَأَظِلَّها بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، وألحقها بسيد المرسلين في أعالي الجنان..
تذكر دائمًا أن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء، فإذا رأيت نفسك في موقف ضعف أو ذل، فاستعن بالله العزيز، وقل: يا عزيز، أعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك، واعلم أن الله إذا أعز عبدًا، فلن يُذله أحد، وإذا أذل عبدًا، فلن يعزه أحد.
وهنا يأتي سؤال: لماذا يهب الله بعض الناس أكثر من غيرهم؟ الحقيقة أن الله يعطي بحكمته، فهو يعلم أين يضع عطاءه. قد يعطيك ما تريد، وقد يمنع عنك ما تريد ليعطيك ما هو أفضل. يقول تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
اسم "العفو" هو تذكرة العودة إلى الله، مهما بعدت المسافة، ومهما ثقلت الأثقال، نحن في ليال الثانية فيها افضل من الدنيا، فرصة والله لو تعلمون، يناديك العفو ليعفو عنك، يناديك فيقول تعالَ، فالباب مفتوح، والرحمة واسعة، والعفو ينتظرك..
فهل ستقبل الدعوة؟
إذا ظننت أن ذنبك عظيم ولا أحد يعلم مدى عظمه غيرك، فاسمع لربّك الذي يعلم بتفاصيل تلك الذنوب وخطواتها وشناعة أمرها: (قُلْ يَاعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الدُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
منتهى الحفظ عنده، وغاية الرعاية لديه، وأقصى الطمأنينة ستكون وأنت بمعيّته، يحفظ عبده دائمًا، لذلك نقول: اللهم احفظني من بين يديّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي، إنّك تستحفظ الله من جهاتك الستّ، إنّك تطلب منه هالة من الحفظ تحيطك من جميع الجهات، ولا يقدر علىٰ ذلك إلا هو!
يقول الحق سبحانه عن نفسه العليّة: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّحِذْهُ وَكِيلًا) يأمرك ربُّ المشرق والمغرب أن تتخذَ وكيلا، فماذا بعد هذا من راحة وعز وشموخ وضمان للتوفيق؟ فقط يريدك أن تقول بقلبك: أنت وكيلي يا الله!
يكون الله أقرب ما يكون إليك وأنت ساجد، تتمتم باسبحان رب الأعلى، فإذا بالسماوات تنفتح لتمتمتك، وإذا بالجبار يسمعك!
لا تتوهم أنّه بعيد، أو أنّه تخفى عليه منك خافية ..
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاء}
حتى في أصعب الأوقات وأكلح الظروف يحتويك لطف الله، يطمئنُكَ بآيات وعلامات ومواقف كثيرة، تثبت لك بأنه معك يسمع ويرى.