
لقد تحدثت سورة الأعراف منذ البداية عن مفهوم اتباع كلام الله، وهذا المفهوم يُعد حلقة أساس مرتبطة بسلسلة من المفاهيم الأخرى والتي تحدثت عنها سورة الأعراف المباركة تباعًا، لقد تحدثت الآيات المباركة بعد ذلك المفهوم، عن خداع الشيطان في الحؤول دون وصول العبد للتنزيل، ثم عن مآلات الخروج عنه، أما في هذه الحلقة فننتقل للحديث عن الربوبية حسب ترتيب آيات السورة المباركة من بدايتها، ونريد أن نفهم الرابط بين الحديث عن الربوبية وعن مفهوم التمسك بالتنزيل! إذ يبدو وللوهلة الأولى وكأن الآيات بدأت تتحدث عن موضوع مختلف لا ربط له بسابقه، فما الذي جاء بموضوع الربوبية في خضم الحديث عن التمسك بالنص؟ هل هو ابتعاد عن أصل الموضوع؟ أم أنه مفهوم مرتبط بسابقه؟
هذه الحلقة وهي بعنوان " إن ربكم الله " وهي عبارة مأخذوذة من الآية (54) من سورة الأعراف، تحاول أن تجيب عن هذا السؤال بكشف العلاقة والرابط بينهما، ولكن قبل البدء في دراسة الآيات المباركة نحتاج إلى مقدمة حول الربوبية
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ الأعراف (172)-(174)
﴿ إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ الأعراف (55)-(56)
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ الأعراف (205)-(206)
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ الأعراف (205)-(206)